من امتياز المؤمن استعمال هذا الأسلوب. ولو كان يطمح بأي شيء من هذا العالم، فيا له بالحقيقة من «توقّعّ» بائس. ولكن إن نظر إلى الله لتلبية احتياجاته، سواء كانت بركات وقتية أو روحية، فإن توقعاته لن تذهب سدى. يستطيع أن يسحب من مصرف الإيمان باستمرار ويحصل على احتياجاته من خلال غنى الله ولطفه. وما أنا متيقّن منه أنه خير لي أن يكون الله صاحب المصرف الذي أتعامل معه، وذلك أفضل من التعامل مع بنوك مجموعة «الروتشيلد». لن يتوانى ربّي أبدًا عن الوفاء بوعوده، وعندما تأتي بها إلى عرشه فلن يرفضها. لذلك لن أنتظر سوى على بابه، فإن فتح سيفتح بيد النعمة السخيّة. وسأجرّبه ثانية في هذه اللحظة. لكن «توقعاتنا» تذهب إلى ما هو أبعد من هذه الحياة، فسوف نموت قريبًا، وحينها سيكون «رجاؤنا» فيه. ألا نتوقع ونحن ممّددين على سرير المرض أن تحضر ملائكته، وتحملنا إلى حضنه؟ ونؤمن أنه عندما تتباطأ نبضات الحياة، وينوء القلب مصارعًا سكرات الموت، سوف يكون الرسول الملائكي واقفًا يرنو إلينا بعينين محبّتين هامسًا، «اخرجي خارجًا أيتها الروح الشقيقة!» وعند اقترابنا من باب السماء، نتوقّع سماع دعوات الترحيب، «تعالوا يا مباركي أبي، رِثوا الملكوت المعدّ لكم قبل تأسيس العالم». فنحن نتوقع قيثارات من ذهب وعروش مجيدة، نأمل قريبًا أن نكون بين الجموع المشرقين حول العرش، نتطّلع إلى تلك اللحظة ونتوق إلى الوقت الذي نصبح فيه مماثلين لربّنا المجيد، لأنّنا سنراه «كما هو». ثم إن كان هذا «رجاؤك» يا نفسي، عيشي لله، عيشي في رغبة وتصميم لتمجيد الذي من لدنه تأتي كلّ العطايا، ومن نعمته يأتي اختياركِ، وفداؤكِ ودعوتكِ، فأنتِ من لديه «الرجاء» بالمجد العتيد.