لماذا تألّم يسوع عندما أُحصي مع الأثمة؟ وقد بُرّر هذا الازدراء العجيب بأسباب قويّة عديدة. وباتّخاذه هذه الشخصية، سيتسنّى له الدفاع عن الخطاة بشكل أفضل. ففي بعض المحاكمات يتمّ تطابق هوية المحامي مع عميله، ولا يمكن التفريق بين الشخصيتين بعين القضاء. والآن، عندما يؤتى بالخاطئ إلى قفص الاتهام، سوف يكون هناك يسوع بنفسه. ويقف مدافعًا عن أسباب الاتهام. مشيرًا إلى جنبه ويديه ورجليه ويتحدّى العدالة عندما يُحكم على الخطاة الذين يمثّلهم. فهو يشفع بدمه، ويشفع بانتصاره، لأنه أُحصي مع المذنبين وكان مشاركًا لهم، حينئذ يعلن القاضي، «دعوهم يذهبون في طريقهم، أنقذوهم من الهاوية، لأنه قد دفع الفدية.» لقد أُحصي الرب مع الخطأة لكي يجعل قلوبهم تنجذب إليه. ومن سيخاف من شخص أُدرج اسمه معنا بنفس اللائحة؟ نستطيع بالتأكيد أن نتّجه إليه بجرأة ونعترف له بذنوبنا. وهذا الذي أُحصي معنا لن يديننا. ألم يُدرج اسمه على لائحة الخطاة لكي يُسّطر اسمنا على لائحة القدّيسين الحمراء؟ لقد كان قدّيسًا، وسُجّل بين القدّيسين، أما نحن فكنّا مذنبين، وسُجّلت أسماؤنا على لائحة المذنبين. لقد نقل اسمه من تلك اللائحة، إلى لائحة المتّهمين السوداء، ونُقلت بالمقابل أسماؤنا من لائحة إلى لائحة المقبولين. وهكذا تحقّق التحوّل الكامل بين يسوع وشعبه. لقد أخذ منّا حالتنا المزرية الملطّخة بالخطيئة، وحمّلها ليسوع وأعطانا كلّ ما يملك بالمقابل: برُّه، ودماؤه وكل ما يمتلك لدفع مهر الزواج. افرح أيها المؤمن لاتّحادك معه، ذاك الذي أُحصي مع الأثمة، وأثبتّ أنك بالحقيقة قد خلصت، عندما سُجّل اسمك في لائحة الخليقة الجديدة بالمسيح.