يتها النفس المجرّبة، ربما يسمح الرب بهذا لكي يظهر نعمته. إذ أن البعض منها لا ينكشف إلّا عند التجارب. ألا تعلم أن إيمانك لا يظهر في فصل الصيف كبيرًا كما يظهر في فصل الشتاء؟ غالبًا ما تكون المحبّة كالدودة المضيئة التي لا يظهر نورها إلّا في محيط مظلم. فالرّجاء يشبه النجمة، التي لا تُرى عند شروق الشمس، بل عند ظلمة الشدائد. وغالبًا ما تكون المصائب كرقائق سوداء يضع الله بها جواهر نِعَم أولاده، لكي يجعلهم يشرقون بشكل أفضل. ومنذ قليل كُنتَ راكعًا وتصلي، «يا رب، أخشى ألّا إيمان عندي، دعني أعرف أن لدي أيمانًا». أليس هذا صحيحًا، وعلى أية حال قد أكون فاقد الوعي، صليّت من أجل التجارب؟ لأنك كيف ستعرف أن لديك إيمانًا إلّا حتى يُمتحن إيمانك؟ اعتمد على ذلك، فغالبًا ما يرسل لنا الله التجارب كي نكتشف نعمنا، وعندها نستطيع أن نصرّح عن وجودها. زيادة على ذلك فإنها ليست مجرّد اكتشاف، فالنمو الحقيقي في النعمة هو نتيجة للتجارب المتبقية. فغالبًا ما يأخذ الله منّا راحتنا وامتيازاتنا ليجعلنا مؤمنين بشكل أفضل. هو يدرّب جنوده، ليس بخيم الراحة والترف، بل ليغيّرهم ويسخّرهم في مسيرات قسرية وخدمات شاقة. يجعلهم يعبرون الينابيع ويسبحون عتد اجتياز الأنهار، ويتسلقون الجبال، ويقطعون الأميال الطويلة، محمّلين بأحمال الحزن الثقيلة على أكتافهم. حسنًا أيها المؤمن، ألم تعانِ من نفس هذه المشاكل في حياتك؟ ألم يظهر لك الرب نعمك وجعلها تنمو؟ أليس لهذا السبب يخاصمك