يجب على المؤمن أن يشابه يسوع المسيح بشكل واضح. ربما تكون قد قرأت كتابات جميلة وبليغة عن حياة المسيح، لكن أفضل ما كُتب عنه مكتوبٌ في كلمات وأفعال شعبه. وإن اعترفنا بما نحن عليه وكيف يجب أن نكون، علينا أن نتشبّه بصورة المسيح، نعم، فهذا التشابه الملفت للنظر، لن يجعل العالم يتوقف لساعة من الزمن ويقول، «حسنًا، يبدو أن هناك القليل من التشابه بينهما» بل يقولون حينما يقفون متعجّبين «لقد كان هذا مع يسوع، لقد تعلّم منه شخصيًّا، فلذلك هو مثله، وهو يتبنّى نفس أفكار رجل الناصرة الطّاهر، حيث يظهرها في حياته وعمله كلّ يوم». يجب على المؤمن أن يكون كيسوع في جرأته. لا تخجل أبدًا من إعلان إيمانك، فمهنتك لن تخزيك أبدًا، وانتبه ألّا تحتقرها. كن كيسوع شجاعًا جدًا لإلهك. قلّده في روحه المحبّة، فكِّر بعمق، تكلّم بلطف، وتصرّف بتعقّل حتى يقول الآخرون فيك «لقد كان هذا مع يسوع». قلّد يسوع في قداسته. هل كان غيّورًا على سيّده؟ كن هكذا أنت أيضًا، اذهب دائمًا وافعل الصلاح. لا تهدر الوقت، إنه ثمينٌ جدًّا. هل كان منكرًا لنفسه، لا ينظر أبدًا لاهتماماته؟ كن أنت مثله. هل كان مكرّسًا؟ كن أنت حارًّا في صلواتك. هل كان مذعنًا لمشيئة أبيه السماوي؟ لذلك أخضِعْ نفسك له. هل كان صبورًا؟ لذلك تحلّى بالصبر. وأفضل ما تفعله، هو أن تكون صورة عن يسوع، اغفر لأعدائك، كما فعل هو، واجعل هذه الكلمات السامية لسيدك تتردّد في أذنك دائمًا، «يا أبتاه، اغفر لهم، لأنهم لا يدرون ما يفعلون». لذلك اغفر، كما تأمل أن يُغفر لك، وهكذا تجمع جمر نارٍ على رأس عدوّك بلطفك معه. اعمل الخير بدلًا من الشرّ، وتذكّر دائمًا أن تتشبّه بالله. تشبّه بالله إذن بشتّى الطرق، وبكل الوسائل وعش دائمًا حتى يقال فيك «لقد كان مع يسوع».