الربّ يهوه «بطيء الغضب». فعندما تأتي الرحمة إلى العالم تجرّها عربة الجياد ذات الأجنحة. ويصبح لون محاور عجلات عربتها شديد الاحمرار بسبب السرعة. ولكن عندما يظهر الغضب تسير العربة ببطء، لأن الله لا يُسّر بموت الخاطئ. فقضيب رحمة الله ممدود اليدين دائمًا، وسيف عدله موضوع في غمده، متّجهًا إلى أسفل وممسوكًا بيد المحبّة المثقوبة التي نزفت من أجل خطايا الناس. «الرب بطيء الغضب» لأنه عظيم القدرة. وهو حقًا عظيم القدرة. الذي له سلطان على نفسه، وعندما تُقَيِّدُ قوة الله نفسها، تكون بالحقيقة قوّة فعّالة، فالقوة التي تقوى على تكبيل القدرة المطلقة تكون متفوّقة عليها. يمكن للرجل الذي يتمتع بعقل قوي أن يتحمل الإهانة لفترة طويلة، ولا يستاء من الخطأ إلا عندما يتطلب إحساسه أن يعمل بالحق. أمّا ذو العقل الضعيف فسينزعج من إساءة بسيطة، بينما يتحمّلها ذو العقل الراجح كصخرة صامدة لا تتحرّك، بالرغم من اندفاع الذين يسعون إلى تقطيعها، ملقين حقدهم المثير للشفقة على قمّتها. إنّ الله يعرف أعداءه تمام المعرفة، ومع ذلك فهو لا يزعج نفسه، بل يكبح جماح غضبه. فإن تنازل قليلًا عن كونه إلهًا، لكان أرسل كل رعوده وأفرغ مستودعات السماء، ولكان أطلق منذ زمن طويل نيرانه الآكلة إلى أعماق هذه الأرض، ودمّر بها الإنسان تمامًا. ولكن عظمة قوته تجلب لنا الرحمة. عزيزي القارئ ما هي حالتك هذا المساء؟ هل يمكنك أن تنظر إلى يسوع بإيمان متواضع وتقول، «يا من جلست في قفص الاتّهام بدلًا عنّي، أنت صخرتي وأملي؟» ثم أيها المحبوب لا تخف من قوّة الله. لأنك بالإيمان التجأت للمسيح، إنّ قوة الله لا تحتاج إلى إخافتك أكثر ممّا يخيف أحبّاءه ترس المحارب وسيفه. بل ابتهج لأن «عظيم القدرة» هو أبوك وصديقك.