كثيرةٌ هي الصلوات التي رفعناها منذ اللحظة الأولى التي تعلّمنا فيها كيفيّة الصلاة. كانت أولى صلواتنا من أجل ذواتنا، فكنّا نصلّي طلبًا لرحمة الله لكي يمحو خطايانا. وقد استمع إلينا. ولكنه عندما محا آثامنا كالسحاب، وعندما كانت لنا صلوات كثيرة نطلبها من أجل أنفسنا. أمّا الآن، فيتوجّب علينا الصّلاة من أجل النّعمة المقدّسة، لأجل النّعمة الحافظة والحامية، ملتمسين ضمانًا حيويًّا لإيماننا، وتطبيقًا مريحًا للوعد، من أجل التحرير في ساعة التجربة، للمساعدة في وقت العمل، وللنجدة في يوم البليّة. لقد كنّا مجبرين أن نلجأ إلى الله لأجل أرواحنا، كمتسوّلين طالبين كلّ شيء. فاشهدوا يا أولادَ الله بعدم قدرتكم للحصول على أي شيء من أجل أرواحكم من أي مكان آخر. فكلّ الخبز الذي تناولتموه قد نزل من السماء. وكلّ الماء الذي شربتموه قد جرى من الصخرة الحيّة، الرّبّ يسوع المسيح. فروحك لم تغدُ غنيّة من ذاتها، ولطالما كانت متقاعسة تعتاش على هبات الرّبّ اليومية. وكانت تصعد صلواتك بالتالي إلى السماء طلبًا للنّعم الرّوحيّة المتنوّعة واللّامتناهية. وكانت احتياجاتك عديدة، لذلك أتتك الإمدادات الوفيرة بلا حدود، وتنوّعت صلواتك وتعدّدت بقدر النعم التي لا تحصى. أليس كلّ هذا سببًا كافيًا كي تقول «أحببت لأن الرّبّ يسمع صوتي، تضرّعاتي». لأنه بقدر كثرة طلباتك وصلواتك، كذلك تكون أيضًا استجابات الرّبّ لها. لقد استمع إليك في يوم ضيقك، لذلك أعطاك القوّة وأعانك، حتى عندما أهنته بخوفك وشكّك عند عرش الرحمة. فلتتذكّر ذلك، وليملأ الامتنان قلبك للرب الذي أصغى بلطف إلى صلواتك الضّعيفة الفقيرة. «باركي يا نفسي الرّبّ، ولا تنسي كل حسناته».