ن الصلاة تسبق الرحمة. إرجع إلى التاريخ المقدّس، ستجد أنه من النادر أن هذه الأرض لم تتلقَ أية رحمة معلنة دون تضرّع. قد تجد هذا صحيحًا في تجربتك الشخصية. لقد أعطاك الله حسنات كثيرة بسخاء، لكن تظل الصلوات العظيمة دائمًا مقدّمة للمراحم العظيمة في حياتك، عندما وجدتَ السلام أولًا من خلال دم الصليب، كنت تصلّي كثيرًا وتتشفّع لله بحرارة لكي ينزع شكوكك، ويخلّصك من محنتك. وتأكيد الاستجابة هذه كانت نتيجة لصلواتك. وفي أي وقت حصلت على سعادة وفرح شديدين، كنت مجبرًا للنظر إلى هذه الحالة كاستجابة لصلواتك. وعندما كنت تحظى بخلاص كبير من مشاكلك المؤلمة، ومساعدة كبيرة في أوقات الأخطار العظيمة، كنت تقول دائمًا، «طلبت إلى الرب فاستجاب لي ومن كلّ مخاوفي أنقذني». فالصلاة دائمًا تتقدّم البركة، وتسبقها وتلتصق بها كظلّها. عندما تشرق شمس مراحم الله على احتياجاتنا، تلقي بظلال الصلاة بعيدًا عن الأرض. أو إذا استعملت إيضاحًا آخر، عندما يجمع الله كميّة من المراحم، يشرق هو نفسه وراءهم، ويرمي على أرواحنا ظلّ الصلاة لكي نرتاح متيقّنين، وإن كنا منخرطين كفاية في الصلاة، فإن تشفّعنا هو ظلال لرحمة الله. الصلاة إذًا متّصلة مباشرة مع البركة لكي تُظهر لنا قيمتها. وإن حصلنا على البركة دون السؤال عنها، لاعتقدنا أنها أمور عادية تحصل من وقت إلى آخر، لكن الصلاة تعطي لمراحمنا قيمة نفيسة تفوق قيمة اللآلئ. إن الأشياء التي نطلبها هي ثمينة جدًّا ولكن لا تُلاحظ قيمتها النفيسة إلى أن تسأل عنها بجديّة وحرارة.